حب الطفولة الذي أدى إلى الطب التجميلي

במשפחות רופאים, קיימת תופעה מוכרת שבה הורים מעודדים את ילדיהם להמשיך בדרכם ומנווטים אותם לקריירה ברפואה. אבל כשד”ר פאדי הנו היה צעיר, אביו הרופא דווקא ניסה לשכנע אותו שלא ללכת בדרכו. “הוא שאל אותי בשביל מה אני צריך כאב ראש כזה”, הוא נזכר בחיוך. כבר מגיל קטן פאדי נמשך באופן טבעי לתחומי הביולוגיה, הפיזיולוגיה והאנטומיה – ואף אחד לא הצליח להניא אותו מבחירה בדרך המאתגרת הזאת.

هناك ظاهرة مألوفة في عائلات الأطباء، حيث يشجع الآباء أبناءهم على مواصلة مسيرتهم المهنية ويوجهونهم نحو مهنة الطب. ولكن عندما كان الدكتور فادي هنو شاباً، حاول والده الطبيب إقناعه بعدم السير على خطاه. يتذكر فادي مبتسماً: “سألني لماذا أحتاج إلى مثل هذا الصداع”. منذ سن مبكرة، انجذب فادي بشكل طبيعي إلى مجالات علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح – ولم يتمكن أحد من ثنيه عن اختيار هذا المسار الصعب.
يقول الدكتور فادي: “منذ سن مبكرة كنت أعرف أنني أريد أن أصبح جراحاً ولكن لم يكن لدي أي فكرة أنني أريد التخصص في جراحة التجميل.” بحسب قوله، تغير كل شيء عندما قام بجولته الأولى في قسم جراحة التجميل في المستشفى. هناك أدرك أنه إذا اختار هذا الطريق، فسوف تتاح له الفرصة للجمع بين شغفيه الرئيسيين بالطريقة الأكثر طبيعية.

“في هذا المجال، لا توجد جراحتان متماثلتان ويجب علينا أيضاً دمج الإبداع والابتكار.”

“بالإضافة إلى حبي لعلم الأحياء، كنت دائماً مرتبطاً بالفن وبالرسم على وجه التحديد”، كما يقول الدكتور فادي. ووفقاً له، يوجد في مجال جراحة التجميل العديد من العناصر من مجال الفن التي تتكامل مع العمل الطبي. “تتطلب كل جراحة تجميلية تفكيراً يتجاوز الحدود. وفي هذا المجال، لا توجد عمليتان متطابقتان، ولا بد من دمج الإبداع والابتكار أيضاً. “إنك تبحث دائماً عن الطريقة الأكثر فعالية للتغلب على المشكلات المختلفة، وكذلك عن الطريقة التي ستحقق النتيجة الجمالية المثالية.”

ويضيف “على عكس العمليات الجراحية التي تحل المشاكل الطبية فقط، في جراحة التجميل علينا أن نفعل كل شيء للتأكد من أن النتيجة النهائية ستكون جميلة، والأهم من ذلك أن يكون المتعالجون راضين عنها”.

على عكس ما يعتقد البعض، من المهم للدكتور فادي التأكيد على أن الجراحة التجميلية ليست مجرد مسألة جمالية تهدف إلى تحسين المظهر. في كثير من الحالات، يقوم جراحو التجميل أيضاً بإزالة الأورام، وعلاج الجروح الكبيرة التي يمكن أن تصاب بالعدوى، والعمل في وحدات العناية المركزة والمساعدة في إعادة تأهيل الأشخاص بعد الحوادث أو الإصابات الكبيرة، وإجراء عمليات إعادة بناء معقدة للوجه والمناطق الحساسة الأخرى.

إن ردود الأفعال هي ما يبقى محفوراً في الذاكرة حقاً.

يقسم الدكتور فادي وقته خلال الأسبوع بين عيادة كلاليت استتيكا في كريات بياليك، حيث ينفذ مجموعة واسعة من العلاجات التجميلية مثل الحقن وغيرها، ومستشفى رامبام في حيفا.

العمل كطبيب، كما هو معروف، يتطلب ساعات طويلة ووقتاً وجهداً، لكن بحسب قوله، فإن ما يعطيه القوة للنهوض كل صباح والقيام بعمله هو إلى حد كبير ردود الفعل الحارة والحماسية التي يتلقاها من المتعالجين.

ويؤكد قائلاً: “في نهاية المطاف، ما أحبه أكثر من أي شيء آخر هو مساعدة الناس”. “أتذكر أنني عملت في مستشفى سوروكا في الماضي وعالجت طبيبة أسنان كانت تعاني من ورم سرطاني في أذنها. كانت متأكدة من أنها ستفقد أذنها، ولكن بمساعدة طريقة مبتكرة ومتقدمة، تمكنت من الحفاظ على الأذن وحتى جعلها تبدو كما كانت قبل الجراحة.”

ويتذكر رد فعل تلك الطبيبة في هذا اليوم. وأضاف أنها فوجئت للغاية لأنها كانت تتوقع الأسوأ بالفعل. “إن التعبير على وجهها عندما خرجت من غرفة العمليات هو أحد المشاهد التي تظل عالقة في ذاكرتي وتجعلني أدرك حقاً أنني اخترت الطريق الصحيح.”

جراحة الأذنين، رسم توضيحي

لم تعد الجراحة التجميلية من المحرمات منذ فترة طويلة.

في بعض المجتمعات، كانت الجراحات التجميلية والعلاجات الجمالية لتحسين مظهر الجسم أو الوجه تعتبر من المحرمات في السابق. كان يُنظر إليه على أنه شيء مخصص للمشاهير والأثرياء في المدن الكبرى. هناك مجتمعات خجلت فيها النساء، وخاصة الرجال، الذين خضعوا لعمليات أو علاجات تجميلية من إخبار المحيطين بهم عنها.

الدكتور فادي الذي يعمل كما ذكرنا في شمال البلاد وعمل سابقاً في مستشفى سوروكا وفي عدة عيادات تابعة لكلاليت استتيكا في الجنوب، فوجئ باكتشافه في السنوات الأخيرة أن هذا الاتجاه يتغير تدريجياً. “أتذكر حضور نساء بدويات إلى عيادتي في الجنوب ممن لم يكن ليأتين من قبل لإجراء عمليات تجميل، وعدد لا بأس به من الرجال يأتون للحصول على حقن أو علاجات البوتوكس. “أصدقائي أيضاً، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، يسمعون أنني أعمل في هذا المجال ويبدأون على الفور في استشارتي بشأن العلاجات التي يفكرون فيها – وهو أمر لم يكن يُعتبر مقبولاً في الماضي”.

“أعتقد أن الاتجاه في المستقبل سيكون نحو إدخال أكبر عدد ممكن من التقنيات الذكية في هذا المجال والتي تعتمد على أساليب غير جراحية مثل الموجات فوق الصوتية أو الليزر.”

برأيه، قد يكون سبب الارتفاع في الطلب على هذه العلاجات مرتبطاً أيضاً بالتطور التكنولوجي الذي غيّر حياتنا جميعاً في العقود الأخيرة. “في الماضي، كان الناس ينظرون بغرابة إلى الأشخاص الذين يلتقطون صوراً لأنفسهم ويظهرونها للجميع. واليوم، يفعل الأطفال ذلك بالفعل منذ سن مبكرة باستخدام هواتفهم الذكية. كما زادت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير من أهمية مظهرنا في أعيننا وفي أعين من حولنا. نحن أكثر وعياً بأنفسنا اليوم، ونريد أن نبدو بمظهر جيد، ونرغب أيضاً في الاستثمار في ذلك”.

عندما طلبنا منه أن يتنبأ إلى أين يتجه مجاله في المستقبل، كان لديه بالفعل تقييم مدروس: “أعتقد أن الاتجاه في المستقبل سيكون إدخال أكبر عدد ممكن من التقنيات الذكية في هذا المجال والتي تعتمد على أساليب غير جراحية مثل الموجات فوق الصوتية أو الليزر من أجل تقليل عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى الجراحة لتحسين مظهرهم. نميل اليوم بالفعل لاستخدام أساليب أقل تدخلاً، حيث يمكن تحقيق نتائج مماثلة بأساليب لا تنطوي على الجراحة وتنطوي على مخاطر وآثار جانبية أقل”.