"طبيب التجميل الجيد يفكر دائماً في كيفية تحسين مظهر وشعور الشخص الذي أمامه".

عندما يتوجب على المرأة الخضوع لعملية استئصال للثدي بسبب ورم سرطاني، يوفر لها المستشفى اثنين من المتخصصين – جراح الثدي الذي يقوم بإزالة الورم فعلياً وجراح التجميل الذي يعمل على إعادة ترميم الثدي. يقول الدكتور تمير شاي، جراح التجميل في كلاليت استتيكا ومدير عيادة ترميم الرأس وفروة الرأس في مستشفى بيلينسون في بيتح تكفا، إنه من المستغرب أن المرضى لا يتلقون نفس العلاج عندما يتعلق الأمر بأورام في الوجه أو الرأس.

ويتساءل “كيف يمكن في عام 2020 أن يكون الجانب الجمالي لإزالة أورام الرأس أقل أهمية من الصدر؟” بحسب قوله، لا يوجد في الوقت الحالي في المستشفيات في إسرائيل أنظمة توفر حلولاً تجميلية ترميمية للأشخاص بعد إجراء جراحات في الرأس. هناك بالطبع جراحي تجميل وأقسام تقدم العلاج المناسب والمهني لهؤلاء الأشخاص – ولكن دون تخصص محدد في هذه المنطقة الحيوية والمعقدة في جسمنا.

لجميع جراحات الوجه في كلاليت استتيكا

لذلك، بعد أن عمل كجراح تجميل وعالج مختلف أنواع المشاكل والتحسينات الجمالية، اختار الدكتور شاي السفر إلى الولايات المتحدة لإجراء تخصص فرعي/ زمالة (Fellowship) في ترميم الرأس والجمجمة في مستشفى جونز هوبكنز في الولايات المتحدة. الدكتور شاي هو أول جراح تجميل في العالم مدرب على إجراء عمليات ترميم الرأس المعقدة، مع التركيز على إعادة بناء الجمجمة والوجه، بعد الصدمات والحوادث والعمليات الجراحية.

“يخاف المتعالجون من الكورونا؟ نحن الجراحون والطاقم الطبي نتصرف دائماً بحذر شديد – غسل أيدينا بعد كل موعد، وتعقيم كل ما نلمسه، واستخدام الكمامات دائماً. نحن معتادون على ذلك، ولهذا السبب تعد العيادات المكان الأكثر أماناً خلال هذه الفترة.”

عاد الدكتور شاي مؤخراً إلى إسرائيل لتحقيق حلمه وتأسيس مركز “لدونة الأعصاب” في بيلينسون والذي يوفر حلاً لجميع جراحات الترميم المذكورة. يختتم الدكتور شاي حديثه قائلاً: “الهدف هو إنشاء مركز رائد في إسرائيل للجراحات من هذا النوع – وهو المركز الذي سيلجأ إليه أيضاً المتعالجون من المستشفيات الأخرى في البلاد من أجل تقديم مساعدة أكثر دقة وجودة وشاملة لمن يعانون من مثل هذه الحالات المعقدة والحساسة”.

طوال عمله رافق الدكتور شاي المتعالجين خلال اللحظات الأصعب في حياتهم، ويمكن للذكريات أن تكون صعبة في بعض الأحيان. “أتذكر شاباً جاء إليّ مؤخرأً كان يركب سكوتر كهربائي وتعرض لحادث خطير أدى إلى تشويه شكل رأسه بالكامل. بعد عدة عمليات جراحية، تمكنا لحسن الحظ من استعادة المظهر المتماثل لرأسه وإصلاح الضرر الناجم عن الحادث. طموحي هو مساعدة المتعالجين على تقليل المعاناة التي تلاحقهم بعد مثل هذه التجارب الصعبة – وأنا سعيد جداً لأنني تمكنت من القيام بذلك في عملي.”

استتيكا كأسلوب حياة

أينما نظرت في عائلة شاي، سوف ترى الأطباء. شقيقه التوأم طبيب أمراض نساء في مانهاتن، ووالده وشقيقته وحتى زوجته حاصلون على درجة الدكتوراه أيضاً. يبدأ تمير يومه في الخامسة صباحاً بتحضير السندويشات لابنتيه، ثم يتوجه إلى عمله بدوام كامل في المستشفى. عندما ينتهي من يوم طويل في بيلينسون، يتوجه إلى عمله في سلسلة كلاليت استتيكا، حيث يواصل القيام بما يحبه أكثر من أي شيء آخر ــ جعل الناس يشعرون بتحسن تجاه أنفسهم.

يقوم تمير من بين أمور أخرى، بإجراء عمليات جراحية لإعادة بناء الثديين، وتكبيرهما أو تصغيرهما، وعمليات شد البطن وشد الوجه، وتصحيح شحمة الأذن، وغيرها. وقد أجرى عمليات تجميل لنساء ورجال واطفال من جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي.

“في بعض الأحيان تكون وظيفتي هي التعرف على المتعالج وفهم احتياجاته وإرشاده إلى الطريق الصحيح – حتى لو لم يتضمن ذلك بالضرورة إجراء عملية جراحية فعلية.”

عندما سألناه عن سبب اختياره لهذا التخصص تحديداً، أجاب دون تفكير: “أولاً، كنت أعرف دائماً أنني أريد أن أصبح طبيباً. حتى عندما كنت طفلاً، كنت أقوم بزيارة المستشفى مع والدي أيام السبت، وقد أسرني هذا العالم منذ اللحظة الأولى. كما اخترت التخصص في جراحة التجميل دون تردد، لأنه مجال يسمح لي بالجمع بين القدرات الجراحية والجمالية، التي كانت دائماً جزءاً مهماً من حياتي”.

“لا يعالج أخصائي التجميل الجيد المشكلة فحسب، بل إنه يفكر باستمرار في كيفية تحسين مظهر وشعور الشخص الذي أمامه. هذا ما يميز جراحي التجميل، وهذا أكثر ما جذبني إلى هذه المهنة.”

الدكتور شاي مشغول على الدوام، لكن ذلك لا يضايقه. فخلال أزمة تفشي فيروس كورونا، واصل إجراء العمليات الجراحية الترميمية العاجلة في المستشفى، ولكن تم بالطبع تم إيقاف جميع العمليات الجراحية. من جهته، كان طوال هذه الفترة ينتظر فقط العودة إلى “الانشغال” الذي يميز حياته.

“في بعض الأحيان يجلس أمامك شخص ما، وتدرك أن الجراحة لن تساعده، والمشكلة تكمن في الطريقة التي ينظر بها إلى “المشكلة” التي تزعجه. من المدهش أن هذا يحدث أكثر مع الرجال الذين يشعرون بعدم الرضا عن بعض الأمور في أنفسهم بينما لا يراها الآخرون مشكلة”.

في بداية الصيف عاد إلى نشاطه الكامل، لكن بعض المتعالجين ما زالوا يعبرون عن بعض القلق بشأن الحضور إلى العيادة. في هذا الصدد، يؤكد الدكتور شاي “نحن الجراحون والطواقم الطبية نمارس دائماً أقصى درجات الحذر بحكم وظيفتنا”. نغسل أيدينا بعد كل مراجعة، ونقوم بتطهير كل ما نلمسه، ونرتدي الأقنعة دائماً. نحن معتادون على ذلك، ولهذا السبب تعد العيادات المكان الأكثر أماناً خلال هذه الفترة”.

الجراحة ليست دائما هي الحل.

يتطلع الدكتور شاي دائماً إلى المستقبل. وفي عالم التجميل، يعتقد أن التغييرات أن التحسينات على العلاجات المقدمة لنا ستستمر. وقال: “هناك بالفعل طرق متاحة أقل تدخلاً يتم تطويرها لعلاج الناس، سواء من خلال الخيوط أو الحقن المستهدفة أو التقليل الكبير في الشقوق الجراحية”.

“أعتقد أن عمليات شفط الدهون وشد الجلد وعلاجات تقنية الليزر سوف تحقق أيضاً قفزات كبيرة إلى الأمام في السنوات القادمة وسوف يسمح لنا ذلك كجراحين بتحقيق نتائج أفضل في وقت أقصر وبمخاطر وآثار جانبية أقل.”

يقول الدكتور شاي إنه سيفعل دائماً كل ما في وسعه لمساعدة الشخص أمامه على الشعور بتحسن تجاه نفسه – ولكن في بعض الأحيان لا يشمل ذلك حتى إجراء عملية جراحية. “في بعض الأحيان يجلس أمامك شخص ما، وتدرك أنه لن يستفيد من الجراحة، وتكمن المشكلة في الطريقة التي ينظر بها إلى “المشكلة” التي تزعجه. من المدهش أن هذا يحدث أكثر مع الرجال – الذين يشعرون بعدم الرضا عن أمور معينة في أنفسهم بينما لا يراها الآخرون مشكلة. لذا فإن دوري في بعض الأحيان هو أيضاً التعرف على الشخص وفهم احتياجاته وإرشاده إلى الطريق الصحيح – حتى لو لم يتضمن ذلك بالضرورة إجراء الجراحة فعلياً”.